الفکاهة و الهزل فی آثار ابی حیّان التوحیدی

Abstract

<p dir="RTL">إنّ الفکاهة قصة مترامیة الاطراف، ربّما جاءت صدىً لما حفّت به حیاة الانسان من آلام و محن و مصائب و لیس من شکّ فی أنّ النفس المعذّبة کثیراً ما تلتمس فی الهزل و الفکاهة ترویحاً و تنفیساً عن نفسها، فلا تکون الفکاهة بالنسبة الیها سوى منفذ للتّنفیس عن آلامها و محنها، و الفکاهة عند ابی حیّان التوحیدی لیست الّا أداة للتهرّب من الواقع الذی کان ینوء بحمله و یثقل على کاهله.</p> <p dir="RTL">إنّ جملة النّوادر التی رواها التوحیدی عن لسان النساء لا تخرج عن کونها مجموعة من الفکاهات المجونیة التی یقبحها الذّوق السّلیم و لیس سبب الإتیان بها الّا لأنّه کان مکبوت الغریزة الجنسیّة و ذلک بحکم فقره و تقشّفه الجبری و لم یکن یری فیها سوى مجرّد«موضوع جنسی» و أداة للمتعة!</p> <p dir="RTL">أمّا الفکاهات التی یرویها التوحیدی عن الأطفال و عن لسانهم فإنّها أکثر طرافة و أبعث على الضّحک؛ لأنّها تکشف لنا عن منطق الطّفولة بمفارقاته العجیبة.</p> <p dir="RTL">إنّ التوحیدی کان مولعاً بالنّکات العقلیة و النوادر اللفظیّة، خصوصاً ما کان منها شاهداً على ذکاء صاحبه و سرعة بدیهته و براعته فی الردّ.</p> <p>و من النّوادر التی کان یعنى به التوحیدی، ذکر فکاهات عن ألسنة البخلاء و الطفیلیین و أصحاب الشره و البطنة الذین حکى نوادرهم مرشده، الجاحظ فی بعض ملامحه.</p>