أهمّ فروع النثر الصوفی فی العصر العباسی

Abstract

<p dir="RTL">أثَّرَتْ عَوامِلُ مُختَلِفَةٌ فِی ظُهورِ التَّصَوُّفِ الإسلامی، وَ الَّذی کانَ یُسَمّى "زُهْداً" فِی طوره الأول وَ الابتِدائی، إلَى أن أصْبَحَ فِی أواخِرِ القَرنِ الثَّانِی الهِجرِی مَذهَباً ذا مَبانٍ فِکریَّةٍ وَ عَقائِدیَّة خاصَّة. فمن البدیهی أن یظهرَ مع کل مذهب فکری أدباؤه و کتّابه الذین یدافعون عنه بالوسائل المختلفة ویشرحون مبانیه الفکریة و العقیدیة، هذا الأمر کان صادقاً بین الصوفیة أیضا فَهُم یستفیدون من النثر أو الشعر.</p> <p dir="RTL"> هذا وإنّ المتصوفة لم یظهروا منذُ البدایةِ أیَّة رغبةٍ فِی الشعرِ استناداً إلى الآیة الشریفة " وَالشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ" فکانوا یمتنعون حَتَّى عن استماعِ الآیاتِ القرآنیةِ بصوتٍ یُشبِهُ اللحنَ، وبِسَببِ هذه النزعةِ سَعَى أغلبیةُ المتصوفةِ إلَی کتابةِ آثارِهم بشکلٍ نثریٍّ. فحیتئذٍ أصبحَ لأصحابِ التصوف لِسانُهُم الخاصُّ، الّذی کانَ یُعبّرعن معانیهم وصُوَرهم التی تنطلق مِن تراثهم الروحی وریاضاتهم الخاصة، لأنَّ التصوفَ علمُ القلوب والبواطن، فالمتصوفةُ کانوا یُضیفون إلی موضوعات نثرهم و أسالیبه لیُمکنَ لهم أن ینتقلوا معانیهم اللطیفة و العمیقة.</p> <p dir="RTL"> یتناولُ النثر الصوفی هذه الانواع طیلَة العصر العباسی: النثرَ التعلیمیَّ، و الرسائلَ، و المواعظَ والحکمَ، و سیرةَ المشایخِ، و الحکایاتِ، و الأقوالَ (النثرَ الروائی)، و الأدعیةَ والمناجاةَ، و الشطحاتِ، و تفاسیرَ الصوفیةِ للقرآن الکریم، و قاموسَ المصطلحاتِ الصوفیةِ.</p>