تقنیات السخریة ومضامینها فی ُقُصر الکلام لجلال عامر

Abstract

یعد الأدب انعکاسا للواقع الاجتماعی والسیاسی للمجتمع. فی بعض الأحیان یعکس الأدیب هذا الواقع عبر السخریة لأنه لایتمکن من التعبیر بصراحة عن بعض الموضوعات. عندما لاتوجد الحریة فی المجتمع ویسوده القمع والخناق، فلاتسمح هذه الظروف بإبراز المشاکل والنقائص بشکل مباشر، حیث یضطر الکاتب أن یستخدم السخریة أداة لنقد الحکومة أو القضایا الأخرى بصورة غیر صریحة. إن الغرض الرئیسی فی السخریة هو إظهار المشاکل والسعی فی سبیل تصحیحها ولیس نیة الکاتب أن یضحک الآخرین فحسب بل یکمن وراء هذا الضحک، تفکیر وتدبر عمیق وصراخ یوقظ الإنسان من الغفلة. کان جلال عامر أحد الکتاب الساخرین الذین عاشوا فی عهد حسنی مبارک بمصر وخلفوا أعمالا ساخرة حتی یعبروا عن بعض القضایا باستعانة السخریة. لقد لُقّب عامر بأمیر الساخرین فی مصر مما یظهر براعته فی کتابة السخریة وتأثیره الکبیر على الجمهور. یتناول هذا البحث معتمدا على المنهج الوصفی- التحلیلی کتاب قصر الکلام لجلال عامر ویستهدف تبیین التقنیات المستخدمة من قبل هذا الکاتب الساخر وتحلیل المضامین المشیرة إلیها حتى یبین الزوایا الخفیة للحکومة والمجتمع المصری وما یعانی الناس منه. لقد قام الکاتب بتوظیف تقنیات عدیدة کالتهکم والمفاجأة والتعریف الساخر والتشبیه والمقایسة والنظر من وجهة غیر معتادة والمقابلة واستطاع أن یوضح للقارئ غرضه بصورة ضمنیة. ومن المضامین التی تناوله عامر فی نثره یمکننا الإشارة إلى انتقاده بعض القضایا کعدم تخلی الحکام والمسئولین عن السلطة والتندید بحزبی الوطنی والإخوان والانتخابات الاستعراضیة والمزورة وقضیة التوریث والإنجازات الکاذبة والتهکم بالمرشحین وعدم اهتمام السلطات الثلاث بواجباتها حیث تعدّ هذه الأمور انعکاسا للواقع المصری وحیاة هذا الشعب والمشاکل التی واجهها الناس فی تلک الفترة