توظیف التاریخ في روایة موت صغیر لمحمد حسن علوان

Abstract

تعدّ الروایة من أصعب الفنون الأدبیة، وهي کذلك تبدو سهلة لما توفّره للکاتب من حریة التصرف في روایة الأحداث. وتشمل الروایة المواضیع العدیدة التي تشغل الروائیین، فمنها الروایة النفسیة، الروایة الواقعیة، والروایة التاریخیة التي تهتمّ بالجانب التاریخي للحیاة الإنسانیة وتجمع بین الواقع والخیال. لقد أصبح حضور الروایة التاریخیة امراً قویاً في المشهد السردي العربي، بل إن الروایات التی تستحضر التاریخ کروایة موت صغیر لمحمد حسن علوان، أو تعید إنتاج التاریخ عبرالتخیل بآلیات فنیةٍ وتجریبیةٍ تنافس بقوة في الجوائز الأدبیة. كما حصدت الرواية المذكورة جائزة بوكر العربية 2017م. یستند سیاق موت صغیر العام علی سیرة ورحلات ابن‌عربي والتواصل بین السرد الروائي والکشف الصوفي مع توظیف التاریخ الإسلامي والأوضاع المضطربة فيه. وقد إرتأینا أن یکون موضوع بحثنا حول«توظیف التاریخ في روایة موت صغیر لمحمد حسن علوان»، لنبحث کیفية استخدام الروائی المادة التاریخیة (الخام)کعمود فقري تبنی علیه بقیة الأحداث الروائیة ولنبحث عن کیفية تدخل الروائي في إعادة بناء هذه المادة وجعلها ادباً ولیس تاریخاً. ولکن السوال المهم هو: کیف وظّف «محمد حسن علوان»، عنصر التاریخ في روایته موت صغیر؟ وللإجابة علی هذا السؤال اعتمدنا علی المنهج الوصفي-التحلیلي الذي لایمکن لأیّ دراسة الاستغناء عنه. وبعد الدراسة توصَّلنا لمجموعة من النتائج وهي: أن الروایة تجعل من التاریخ في الحقبة التي عاش فيها ابن‌عربی، حتی رحیله في دمشق، اطاراً لها ومسعی الروائي في توظیف التاریخ هو ملامسة الجمال والتأثیر في النفوس والعقول البشریة بجذب القارئ وتشویقه.